اكتب هذا وقد شرق الدكتور طه وغربت ولم يبق بيننا إلا أطياف من الذكريات.
٢- طه حسين: النقد والطربوش وزجاج النافذة١
ذكرت النقد والطربوش وزجاج النافذة، واعتقدت أنا أو خيل إليك أني أعتقد، واعتقدت أنت أو خيل إلي أنك اعتقدت. واعتقد صديقي المازني أو خيل إلي نفسه وإلينا أن يعتقد أني قد أمتعت الرسالة وقراء الرسالة بفصل قيم أو غير قيم، قوامه الحديث عن النقد والطربوش وزجاج النافذة.
وتسألني ما بال الأستاذ المازني يقحم هنا إقحاما، وما خطبه مع النقد والطربوش وزجاج النافذة ومرق الفول النابت وماء المخلل وما يتبع هذا كله من الأشياء والأحياء. فأجيبك بأن هذا السؤال لا ينبغي أن يساق إلي وإنما ينبغي أن يساق إلى الأستاذ المازني فهو الذي تحدث عن هذا كله.
فهل تدري ماذا دفع الأستاذ المازني إلى أن يتحدث عن هذه الأشياء وعن هؤلاء الأشخاص فيثيرني إلى أن أتحدث عنه وعنها وعنهم؟
هو شيء يسير جدا، هو أنه أديب يقرأ في الكتب ويكتب في الصحف وينقد الكتاب والمؤلفين. وتتغير الأزمان وتتبدل ظروف الحياة، ولكن هناك شيء لا يتغير ولا يتبدل في حقيقة الأمر، وهو أن الأدب محنة يمتحن بها الأدباء.