للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك من النقائص، ولكن لم يكن الشرك والكفر من ضمن ما رمَوه به، فسكوتهم عن ذلك دليل على أنهم لم يجدوا سبيلا إليه إذ لو كان لنقل، وما سكتوا عنه كما لم يسكتوا عند تحويل القبلة كما حكى الله ذلك عنهم في قوله تعالى: ﴿مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا﴾.

وبهذا يتبين أن النبي لم يكن على دين قومه من عبادة الأصنام وتعظيمها، فقد عصمه الله من ذلك فلم يجعل لكفار قريش طريقًا عليه فلذلك لجؤوا إلى تلفيق التهم الباطلة المتناقضة كاتهامه بالسحر تارة وبالجنون تارة وبالكهانة تارة أخرى.

وإذا كان الله قد عصم نبيه فيما هو دون الشرك من الأمور المنكرة التي كان عليها أهل الجاهلية ففي ذلك دليل على أن عصمته من أمور الشرك من باب أولى.

فعن جابر بن عبد الله : أن رسول الله كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره فقال له العباس عمَّه: يا ابن أخي لو حللت إزارك فجعلته على منكبك دون الحجارة، قال فحله فجعله على منكبه فسقط مغشيا عليه فما رؤي بعد ذلك عريانًا " (١).

إزالة ما يوهم عدم إيمان نبينا وضلاله قبل بعثته:

وردت بعض النصوص التي قد يتوهم منها البعض أن رسول الله كان على كفر وضلال قبل بعثته، وسوف أعرض لهذه النصوص وأبين التوجيه الصحيح لها بما يبين الحق ويصحح الفهم ويزيل ما يقع من الوهم إن شاء الله.

أ - فمن تلك النصوص قول الله تعالى للنبي : ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة: باب كراهية التعري في الصلاة وغيرها. انظر فتح الباري (١/ ٤٧٤) ح ٣٦٤ وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الحيض: باب الاعتناء بحفظ العورة (١/ ١٨٤).

<<  <   >  >>