للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصبَّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم. فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق" (١).

ثانيًا: وعن جابر بن عبد الله قال: "جاءت الملائكة إلى النبي وهو نائم، فقال بعضهم: إنه نائم. وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: إن لصاحبكم هذا مثلًا، قال: فاضربوا له مثلان، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارًا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيًا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة، فقالوا: أولوها له يفقهها، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: فالدار الجنة والداعي محمد ، فمن أطاع محمدًا فقد أطاع الله، ومن عصى محمدًا فقد عصي الله، ومحمد فرَّق بين الناس" (٢).

ثالثًا: وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارًا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل الرجل يزعهن (٣) ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحُجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها" (٤).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاعتصام، باب الاقتداء بسنن الرسول . انظر: فتح الباري (١٣/ ٢٥٠) (ح ٧٢٨٣). وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب شفقته على أمته. انظر: (٧/ ٦٣).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنن الرسول انظر: فتح الباري (١٣/ ٢٤٩) (ح ٧٢٨١).
(٣) بفتح التحتانية والزاي وضم العين المهملة؛ أي: يدفعهن، فتح الباري (١٣/ ٣١٨).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب الانتهاء عن المعاصي =

<<  <   >  >>