للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جابر بن عبد الله عنهما، فالمثل يتحدث عن ثلاثة أمور: دار، ومأدبة، وداعي. وقد جاء تأويل هذا المثل في الحديث نفسه، فالداعي هو النبي ، والدار هي الجنة، فمن أطاعه واتبع ما جاء به فقد أجاب الدعوة واستحق دخول الجنة والتمتع في نعيمها. وأما من عصى النبي وخالفه ولم يستجب لما جاء به، فذلك الذي لم يستجب لدعوته فحرم من الدخول في الدار التي هي الجنة، وحرم من الأكل من المأدبة التي هي النعيم الدائم في الجنة.

وأما الحديث الثالث: فالمثل المضروب فيه يصور مدى حرصه على حماية الأمة من الوقوع فيما يسخط الرب ويوجب عقابه وأليم عذابه، فهو الموصوف بقوله تعالى: ﴿عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة].

والشاهد من الحديث قوله: "أنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها"، ومما لا شك فيه أن اقتحام الناس للنار ناتج عن مخالفتهم لأوامر النبي ووقوعهم فيما نهى وحذر منه، فبهذا يكون هلاكهم وعذابهم.

والمتأمل لهذه الأحاديث الثلاثة وما ضرب فيها من أمثال يدرك - إن كان له قلب وسمع سليمان - ما في هذه الأحاديث من الحث على طاعة النبي واتباعه والأجر العظيم المترتب على ذلك، كما يدرك عظم العقوبة والخسارة المترتبة على عصيانه ومخالفته وعدم الانقياد له.

والسؤال الذي يفرض نفسه ههنا هو التالي:

هل أنت ممن أطاع البشير النذير ؟

وهل أنت ممن أجاب الداعي؟

وهل أنت ممن استجاب لتحذيره فحمي نفسه من نار جهنم؟.

<<  <   >  >>