للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرغبة عن سنة المصطفى والخروج عن شريعته، ومن أجل ذلك فليس لأحد كائنًا من كان سوى النبي حتى وإن كان أصحابه: أن يشرع في هذا الدين أو يدخل فيه أمرًا حتى وإن كان ذلك بدافع التقرب إلى الله، فأولئك النفر من الصحابة رضوان الله عليهم دفعهم حب التقرب إلى الله إلى أن قالوا ما قالوه من الأمور التي تعد من الرهبانية، ولما كان قولهم ذلك بعد مخالفة لما كان عليه النبي من الحنيفية السمحة، وجههم النبي إلى الصواب وحذرهم من أن يحيدوا عن شئته ويرغبوا عنها بقوله: "فمن رغب عن سنتي فليس مني" والمراد أن من ترك طريقتي وأخذ طريقة غيري فليس مني.

ومن هذا الحديث يعلم أن كل أمر ليس من سنته والشرع الذي جاء به فهو أمر مبتدع مردود على صاحبه، إضافة إلى اعتبار فاعله راغبًا عن سنة المصطفى .

٢ - حثه على التمسك بما هو عليه وهي الحنيفية السمحة، فهذا ما دل عليه قوله: "لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء".

فالإسلام دين الفطرة، ونبينا حرص بقوله هذا على سد باب التشديد المتمثل في الرهبانية، فلا رهبانية في الإسلام، وفي هذا يقول: "إن الرهبانية لم تكتب علينا" (١)، فعلى هذا فهي أمر مخالف لسنته وهديه.

وعن العرباض بن سارية (٢) قال: "وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. فقلنا: يا رسول الله


(١) أخرجه أحمد بن حنبل في المسند (٦/ ٢٢٦).
(٢) العرباض بن سارية السلمي أبو نجيح: صحابي مشهور من أهل الصفة، مات سنة خمس وسبعين للهجرة، وقيل قبل ذلك. الإصابة (٢/ ٤٦٦).

<<  <   >  >>