محاكم تحمى بقوة السلطان وأجبروا الناس على التحاكم إليها.
والحكم بغير ما أنزل الله هو من أعظم أسباب المقت والحرمان وأكبر موجبات العقوبة والخذلان، كيف لا وهو شرع دين لم يأذن به الله واتباع لغير سبيل المؤمنين ومشاقة ومحادة ومحاربة وخيانة الله ولرسوله ﷺ واتخاذ لدين الله هزوا ولهوا ولعبًا وتبديلًا لنعمة الله إلى غير ذلك من المفاسد والمحاذير التي لا تدخل تحت حساب. وقال تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة].
قال ابن القيم: "قال أهل التحقيق من أهل التفسير: الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله.