للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الأدلة الواردة في السنة حديث جابر بن عبد الله (١) قال: قال رسول الله : "من لكعب بن الأشرف (٢) فإنه قد آذى الله ورسوله"، فقام محمد بن مسلمة (٣) فقال: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟، قال: "نعم … " الحديث (٤). فعلم من هذا الحديث أن من آذى الله ورسوله كان حقه أن يقتل كما قتل كعب بن الأشرف والأدلة من الكتاب والسنة على هذه المسألة كثيرة ولا مجال لاستيعابها هنا.

- الإجماع: وقد أجمعت الأمة على قتل منتقصه من المسلمين وسابه، وكذلك حكى غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره.

وقال الإمام إسحاق بن راهوية (٥) أحد الأئمة الأعلام: "أجمع


(١) جابر بن عبد الله الأنصارى: شهد العقبة الثانية وهو صغير، وشهد المشاهد كلها بعد أحد، وكان من المكثرين الحفاظ. للسنّة، توفي سنة ٧٤ هـ وقيل غير ذلك.
الإصابة (١/ ٢١٤) ت رقم ١٠٢٦.
(٢) كعب بن الأشرف الطائي، من بني نبهان، كانت أمه من بني النضير فدان باليهودية وكان سيدا في أخواله اليهود. أدرك الإسلام ولم يسلم، وأكثر من هجو النبي وأصحابه وتحريض القبائل عليهم وإيذائهم والتشبب بنسائهم. خرج إلى مكة بعد وقعة بدر فندب قتلى قريش فيها، وحض على الأخذ بثأرهم، وعاد إلى المدينة، فأمر النبي بقتله، فانطق إليه نفر من الأنصار، فقتلوه في ظاهر حصنه. تاريخ الطبري (٣/ ٢).
(٣) محمد بن مسلمة الأنصاري، من فضلاء الصحابة شهد بدرا وما بعدها إلا غزوة تبوك فإنه تخلف بإذن النبي له أن يقيم في المدينة، مات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين وقيل غير ذلك. الإصابة (٣/ ٣٦٣، ٣٦٤) رقم (٧٨٨).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه - واللفظ له - كتاب المغازي باب قتل كعب بن الأشرف. انظر: فتح الباري (٧/ ٣٣٦) ح ٤٠٣٧، وأخرجه في مواضع أُخر. وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد: باب قتل كعب بن الأشرف. انظر: (٥/ ١٨٤).
(٥) إسحاق بن إبراهيم بن مخلد المعروف بابن راهوية المروزي قال عنه =

<<  <   >  >>