ولفظ الرسول اشتق من المعنى الثاني؛ أي: الانبعاث.
فالرسول على هذا الاشتقاق هو المنبعث (١).
وإما مأخوذ من الرَّسْل: وهو التتابع، فيقال: جاءت الإبل رَسْلًا؛ أي متتابعة، ويقال جاءوا أرْسَالًا: أي متتابعين.
ومعنى الرسول على هذا الاشتقاق: هو الذي يتابع أخبار الذي بعثه (٢).
ولو نظرنا إلى كلا الاشتقاقين فإنا نجد أن لفظ الرسول في اصطلاح الشرع يدل عليهما فالرسول مبعوث من قبل الله، وهو كذلك يتابع أخبار الوحي المنزل إليه من الله تعالى.
ولفظ الرسول تارة يقال للقول المُتَحَمَّل كقول الشاعر:
ألا بلِّغ أبا حفص رسولا … .......................
وتارة لمُتَحَمِّل القول والرسالة (٣).
والرسول في الشرع: عُرِّف بعدة تعريفات:
فمن العلماء من عرَّفه بقوله: هو الذي أوحى الله إليه بخبر وأمره بتبليغه للناس، وهؤلاء فرقوا بينه وبين النبي بأن النبي أوحي إليه بخبر ولم يؤمر بتبليغه (٤).
ومنهم من عرَّفه بقوله: هو الذي أنزل إليه كتاب وشرع مستقل مع المعجزة التي تثبت بها نبوته.
(١) المفردات في غريب القرآن، تأليف أبي القاسم حسين محمد المعروف بالراغب الأصفهاني (ص ١٩٥) مادة "رسل".
(٢) المصدر السابق (ص ١٩٥) ولسان العرب مادة: "رسل" (١١/ ٢٨٤).
(٣) المصدر السابق (ص ١٩٥) ولسان العرب مادة: "رسل" (١١/ ٢٨٤).
(٤) شعب الإيمان للبيهقي (ص ٢٧٥ - ٢٧٦) بتحقيق فلاح بن ثاني، وشرح العقيدة الطحاوية (ص ١٦٧).