للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأربعين سورة كانت التي بعدهن سورة "ق"١. وهذا يدل على أن السور كانت مرتبة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.

٣- قال السيوطي رحمه الله تعالى: "ومما يدل على أنه توقيفي كون الحواميم رتبت وَلاءً "يعني متوالية" وكذا الطواسين، ولم ترتب المسبحات ولاء، بل فصل بين سورها وفصل بين "طسم" الشعراء و"طسم" القصص بـ "طس" مع أنها أقصر منهما، ولو كان الترتيب اجتهادا لذكرت المسبحات ولاء، وأخرت "طس" عن القصص"٢.

القول الثاني: أن ترتيب السور اجتهاد من فعل الصحابة رضي الله عنهم.

وهذا قول جمهور العلماء، قال ابن فارس: جمع القرآن على ضربين: أحدهما: تأليف السور كتقديم السبع الطوال وتعقيبها بالمئين فهذا هو الذي تولته الصحابة وأما الجمع الآخر وهو جمع الآيات في السور فهو توقيفي تولاه النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أخبر به جبريل عن أمر ربه٣. ومما استدلوا به على ذلك.

١- اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة قبل أن يجمع القرآن, فلو كان توقيفيًّا لاتفقت مصاحفهم كما اتفقت في ترتيب الآيات، فقد كان مصحف علي مرتبًا على النزول وأول مصحف ابن مسعود البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران، ومصحف أبي الفاتحة، ثم البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران.


١ البرهان: الزركشي ج١ ص٢٤٧. قلت: هذا إذا لم نعد الفاتحة، أما إذا عددناها فإن التي بعدهن سورة "الحجرات" ولهذا وقع الاختلاف في أول المفصل، ومن لم يعد الفاتحة من الطوال فقد عدها من المفصل.
٢ الإتقان: السيوطي ج١ ص٦٣.
٣ الإتقان: السيوطي ج١ ص٦٢.

<<  <   >  >>