للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القاعدة الخامسة: قاعدة الفصل والوصل.

الأصل في الكتابة فصل الكلمة عن الكلمة لأن كل كلمة تدل على معنى غير معنى الكلمة الأخرى، فكما أن المعنيين متميزان فكذلك اللفظ المعبر عنهما١.

وقد نص علماء العربية على أن حق كل كلمة أن تقع مفصولة في الكتاب عما قبلها وما بعدها ليدل كل لفظ على ما وضع له مفردا٢ إلا أنا نجد بعض الكلمات في رسم المصحف ترد مرة موصولة بما بعدها، وترد مفصولة في موضع آخر.

وفي هذه القاعدة يورد علماء الرسم ما يوصل وما يفصل من هذه الكلمات.

ويريدون بالموصول: كل كلمة اتصلت بما بعدهم في الرسم.

وبالمفصول: كل كلمة انفصلت عما بعدها في الرسم.

وإذا كانت الكلمة مفصولة عن غيرها جاز الوقف عليها في مقام التعليم أو الاختبار أو في حالة الاضطرار.

وإذا كانت الكلمة موصولة بما بعدها لم يجز الوقف عليها بل على الكلمة الثانية منهما وتنزل الكلمة الأولى مع الثانية منزلة الكلمة الواحدة.

ولعلك تقول: إذا كان الفصل هو الأصل فكان الحق ألا يذكر علماء الرسم إلا ما خالف الأصل دون ما وافقه، فما بالهم يتناولون هنا الموصول، والمفصول جميعًا.

وقد علل بعض علماء الرسم ذلك بأنهم تناولوا المفصول اختصارًا لقلته بالنسبة إلى الموصول ولو تعرضوا إلى جميع ما جاء موصولًا على


١ رسم المصحف: د. قدوري ص٤٤٨.
٢ المرجع السابق: د. قدوري ص٤٤٧، ٤٤٨.

<<  <   >  >>