للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الرابع الشاذ]

وهو: ما لم يصح سنده ونقل ابن الجوزي عن مكي بن أبي طالب في تعريف الشاذ أنه: ما نقله غير ثقة، أو نقله ثقة، ولا وجه في العربية، والمؤلفات في القراءات الشاذة كثيرة، ومن أمثلة ما نقله غير ثقة. كما قال ابن الجزري. كثير مما في كتب الشواذ مما غالب إسناده ضعيف، كقراءة ابن السميفع وأبي السمال وغيرهما في {نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} ننحيك بالحاء المهملة، "وتكون لمن خَلَفَك آية"١ بفتح سكون اللام.. وكالقراءة المنسوبة إلى أبي حنيفة رحمه الله "إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ"٢ برفع الهاء ونصب الهمزة.. وقد راج ذلك على أكثر المفسرين ونسبها إليه وتكلف توجيهها، وإن أبا حنيفة لبريء منها.

ومثال ما نقله ثقة، ولا وجه له في العربية، ولا يصدر مثل هذا إلا على وجه السهو والغلط وعدم الضبط، ويعرفه الأئمة المحققون والحفاظ الضابطون وهو قليل جدًّا، بل لا يكاد يوجد، وقد جعل بعضهم منه رواية خارجة عن نافع "معائش"٣ بالهمز وما رواه يحيى عن ابن عامر من فتح ياء "أدريَ أقريب"٤ مع إثبات الهمزة٥.


١ سورة يونس: الآية ٩٢.
٢ سورة فاطر: الآية ٢٨.
٣ سورة الأعراف: الآية ١٠، وسورة الحجر: الآية ٢٠.
٤ سورة الجن: الآية ٢٥.
٥ النشر: ابن الجزري ج١ ص١٤، ١٦ "بتصرف يسير".

<<  <   >  >>