للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: مفاتيح الغيب: فخر الدين الرازي:

المؤلف:

أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي الملقب بفخر الدين١. ولد في الرَّي سنة ٥٤٤ وتوفي في هَرَاة سنة ٦٠٦ جمع كثيرًا من العلوم فكان إمامًا في التفسير، وعلوم الكلام. وكان طبيبا حاذقا، وقد ندم على الاشتغال بعلم الكلام، وكان يقول: ليتني لم أشتغل بعلم الكلام. ثم يبكي٢.

ومن مؤلفاته: مفاتيح الغيب، والمحصول في علم الأصول، ونهاية الإيجاز في دراية الإعجاز، ومسائل الطب، وغير ذلك.

التفسير:

يعد تفسير "مفاتيح الغيب" أوسع التفاسير في علم الكلام فقد تأثر كثيرا بالعلوم العقلية، فتوسع فيها، وسلك في تفسيره مسلك الحكماء والفلاسفة وعلماء الكلام، واستطرد في العلوم الرياضية والطبيعية والفلكية والمسائل الطبية، وملأ تفسيره بهذه العلوم حتى قيل عنه: "فيه كل شيء إلا التفسير"١ ومما يعاب عليه أنه يبسط دلائل أهل البدع والفرق المخالفة لأهل السنة بسطا لا مزيد عليه ثم يرد عليها ردا غاية في الوَهَاء حتى قال بعض العلماء: إنه "يورد الشبه نقدًا ويحلها نَسيئة"٣.

ولم يتم الرازي تفسيره هذا، بل قيل: إنه بلغ في التفسير إلى سورة الأنبياء، ثم جاء تلميذه الخُوَيِِّي فشرع في تكملته ولم يتمه، وأتمه نجم الدين القَمولي، وقيل: إن الخويي أكمله، وكتب القمولي تكلمة أخرى غيرها، ولا يكاد القارئ يلحظ تفاوتا بين أساليبهم٤.

وقد طبع هذا التفسير في ٣٢ جزءًا وتقع في ١٦ مجلدًا كبيرًا.


١ انظر ترجمته في طبقات المفسرين: الداودي ج١ ص٢١٣-٢١٧، وطبقات المفسرين: السيوطي ص١١٥، ١١٦.
٢ الإتقان في علوم القرآن: السيوطي ج٢ ص٢٩٠.
٣ لسان الميزان: ابن حجر ج٤ ص٤٢٧، ٤٢٨.
٤ التفسير والمفسرون: الذهبي ج١ ص٢٩٣.

<<  <   >  >>