لم يكن الصحابة -رضي الله عنهم- ولا الناس من بعدهم أيضًا على درجة واحدة في فهم القرآن الكريم، بل كانوا يتفاوتون في ذلك، فقد كان يشكل على بعضهم ما لا يشكل على بعضهم الآخر.
ويرجع ذلك إلى تفاوتهم في معرفة اللغة ومعرفة ما يحيط بنزول الآية من أحداث وملابسات كأسباب النزول، زد على ذلك تفاوتهم في القدرة العقلية شأن البشر كلهم.
ولو تساوت الأذهان في إدراك معاني القرآن لبطل التنافس وخمدت الهمم لزوال ما يحملهما على القدح وإعمال الذهن والتفكير والتدبر، لكن الله جلت حكمته جعل ألفاظ القرآن تحتمل أحيانًا معاني كثيرة وأمر الناس بالتدبر والتفكر فيها وحث على ذلك فتنافس الصحابة وسائر المسلمين من بعدهم في تفسيرها لينالوا الأجر العظيم والثواب الجزيل.
وسلك العلماء منهجين أساسيين لتحصيل معاني القرآن هما: