من أحكامه، واهتدى أهل البيان بنظامه، وتفكر المتفكرون في قصصه وأخباره، وتأملت طائفة في حججه وبراهينه.
وأقبلت طائفة على تاريخ نزوله ومكيه ومدنيه وأول ما نزل وآخر ما نزل وأسباب النزول، وجمعه وتدوينه وناسخه ومنسوخه ومجمله ومبينه وأمثاله وقصصه وأقسامه وجدله وتفسيره، حتى أصبحت هذه المباحث علومًا واسعة غاص في بحورها العلماء واستخرجوا منها الدرر، واتسعت هذه الأبحاث حتى احتاج الناس إلى من يجمعها بإيجاز، ويتحدث عنها باختصار.
وقد ألف العلماء في كل عصر مؤلفات تناسب معاصريهم في الأسلوب والتنظيم والترتيب، وما زالوا يؤلفون وكل منهم يبذل جهده ويتحرى ما وسعه التحري أن يبسط هذه العلوم بأسلوب ميسر يدني فيه البعيد ويوضح فيه المستغلق ويجلو به المبهم.
ثم رأيت أن أشارك بالتأليف في هذه العلوم بجهدي المقل وإن لم أكن من أربابها بأسلوب حرصت على أن يكون ميسرًا وبطريقة حرصت على أن تناسب الراغبين في التحصيل.
وقد تتابعت طبعات هذه الكتاب وفي بعضها تصحيحات وإضافات يسيرة لا تتجاوز الصفحات المعدودة.
وفي الطبعة -السابعة- أضفت عدة أبواب هي "الوحي" و"أول ما نزل وآخر ما نزل" و"إعجاز القرآن الكريم" و"رسم المصحف" وأضفت في الطبعة العاشرة عدة أبواب هي: "القراءات والقراء" و"المحكم والمتشابه" و"العام والخاص" و"المطلق والمقيد" و"المنطوق والمفهوم".