للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما ما ورد في صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفي ثم رفع رأسه متبسمًا فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله! قال: "أنزلت عليَّ آنفًا سورة" فقرأ: "بسم الله الرحمن الرحيم: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} " الحديث١.

فالواقع أن هذه الإغفاءة ليست إغفاءة نوم ولعلها الحال التي تأتيه عند الوحي حيث يصيبه صلى الله عليه وسلم، ثقل في الجسم وتفصد العرق وشبه إغفاءة نوم والله أعلم.

٩- أن القرآن الكريم يحرم بيعه عند الإمام أحمد وقال: "لا أعلم في بيع المصاحف رخصة" ورخص في شرائها وقال: الشراء أهون. ورخص في بيعها الشافعي وأصحاب الرأي٢.

١٠- أن القرآن الكريم تسمى الجملة منه آية والجملة من الآيات سورة، والأحاديث القدسية لا يسمى بعضها آية ولا سورة باتفاق.

١١- أن القرآن الكريم يكفر من جحد شيئًا منه، أما الحديث القدسي فلا يكفر من جحد غير المتواتر منه.

١٢- أن القرآن الكريم يشرع الجمع بين الاستعاذة والبسملة عند تلاوته. دون الحديث القدسي.

١٣- القرآن الكريم يكتب برسم خاص هو رسم المصحف دون الحديث القدسي٣.


١ رواه مسلم ج١ ص٣٠٠.
٢ المغني: ابن قدامة ج٦ ص٣٦٧.
٣ لعله من المناسب أن نذكر هنا تعريف الحديث القدسي في الاصطلاح وهو -كما قال العلماء: ما يضيفه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الله تعالى، ولروايته صيغتان: الأولى أن يقول الراوي: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه عز وجل، والثانية: أن يقول: قال رسول الله عليه وسلم: قال الله تعالى أو يقول الله تعالى.

<<  <   >  >>