للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- تبشيره بالنصر والتمكين:

قال تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} ١ وقال جل جلاله: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} ٢ وقال عز وجل: {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} ٣ وقال سبحانه وتعالى: {إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} ٤ وقال عز وجل: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ٥ ووعده سبحانه بالنصر {وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا} ٦ {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} ٧ وقد تحقق نصر الله، فقد نصر عبده وأعز جنده {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ٨ السورة.

والوعد بالنصر والتمكين بعد الإخبار بالعصمة من أدعى الدواعي لتثبيت القلب وتجدد العزم.

تلكم بعض صور تثبيت قلب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهي الحكمة الأولى من حكم نزول القرآن منجمًا متتبعًا مسار الدعوة وسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ينزل عليه بين حين وآخر ما يثبت قلبه ويجدد عزمه.

وقد أشار أبو شامة إلى هذه الحكمة من نزول القرآن منجمًا فقال: "إن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب وأشد عناية بالمرسل إليه. ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك عليه وتجديد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة. ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبريل عليه السلام عليه فيه"٩.


١ سورة المجادلة: الآية ٢١.
٢ سورة يوسف: الآية ٢١.
٣ سورة المائدة: الآية ٥٦.
٤ سورة التوبة: الآية ٤٠.
٥ سورة غافر: الآية ٥١.
٦ سورة الفتح: الآية ٣.
٧ سورة الروم: الآية ٤٧.
٨ سورة النصر: الآية ١.
٩ المرشد الوجيز: أبو شامة، ص٢٧، ٢٨.

<<  <   >  >>