لهذا فلا بأس -فيما أرى- من إيراد الحقائق العلمية الثابتة في تفسير القرآن بشرط:
١- ألا تطغى تلك المباحث على المقصود الأول من القرآن وهو الهداية.
٢- أن تذكر تلك العلوم لأجل تعميق الشعور الديني لدى المسلم والدفاع عن العقيدة ضد أعدائها.
٣- أن تذكر تلك الأبحاث على وجه يدفع المسلمين إلى النهضة العلمية.
٤- أن لا تذكر هذه الأبحاث على أنها هي التفسير الذي لا يدل النص القرآني على سواه، بل تذكر لتوسيع المدلول، وللاستشهاد بها على وجه لا يؤثر بطلانها فيما بعد على قداسة النص القرآني؛ ذلك أن تفسير النص القرآني بنظرية قابلة للتغيير والإبطال يثير الشكوك حول الحقائق القرآنية في أذهان الناس كلما تعرضت نظرية للرد أو البطلان١.
فإذا تحققت هذه الشروط فلا مانع من إيراد الحقائق العلمية في كتب التفسير والله أعلم.
١ مجلة كلية أصول الدين، العدد الثاني ص٥٨، مقال: نظرات في مدرسة التفسير الحديثة. د. مصطفى مسلم.