٧- أن الاحتجاج بتعليم الصبيان غير مسلم، فها نحن نراهم يتعلمون اللغات الأجنبية بحروفها ولغاتها ويتقنونها وينكرون كل الإنكار كتابة الكلمات لهم بالأحرف العربية بل يوجبون قراءة اللغة الأجنبية بأحرفها الأجنبية مع الاختلاف الكلي بين اللغتين بينا الاختلاف بين الرسم العثماني والإملائي ليس إلا في كلمات معدودة ورسوم محدودة.
٨- أن تعليم الصبيان لا يكون بالمساس بالنص الديني وإنما يكون برفع مستوى الأذهان، والتهيئة النفسية لذلك.
وعلينا إن كنا حريصين -حقًّا- على تعليم أبنائنا للقرآن الكريم أن نعودهم القراءة في المصحف، ففي التعود على قراءته تأليف لأذهانهم على رسم المصحف، وترويض لمداركهم على مصطلحاته وسيدرك أولئك أن الصعوبة التي تواجههم بادئ الأمر قد تحولت بعد زمن يسير إلى سهولة ووضوح.
وإنما تصعب تلاوة القرآن وإتقانه على الذين يهجرونه دهرًا طويلًا ثم يعودون لتلاوته دقائق معدودة، فأولئك سيواجهون -حتمًا- الصعوبة وسيحملون تقصيرهم -جورًا وظلمًا- على رسم المصحف وما هو من الرسم ولكنه من تفريطهم بالتلاوة وهجرهم للقرآن والله المستعان١.
٩- أن في الالتزام برسم المصحف ضمان قوي للنص القرآني من التحريف والتبديل، ولو تم تغييره في كل حين والتصرف في كتابته في كل عصر لأدى ذلك إلى تعريض المصحف للتغير والتبديل، والتحريف.
١٠- أن الذين دعوا إلى كتابة المصاحف بالرسم الإملائي ليسوا من القراء ولا من العلماء المختصين بالرسم، وإنما عمادهم الرأي المجرد بل إن بعضهم من المشهورين بالإلحاد وسوء المعتقد، وفيهم من دعا إلى ذلك بحسن نية كلها دعوة ينقصها العلم الشرعي، والله المستعان.