للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعلم منه بالنحو٦٢. وقال السيوطي٦٣عنه وعن زميله أبي عبيدة وأبي زيد "وكان في العصر ثلاثة، هم أئمة الناس في اللغة والشعر وعلوم العرب، لم ير قبلهم ولا بعدهم مثلهم، عنهم أخذ جل ما في أيدي الناس من هذا العلم، بل كله، وهم أبو زيد وأبو عبيدة والأصمعي". وهو صاحب اللغة والأخبار والنحو والغريب والملح، وكان مشهورًا بالحفظ: قال عمر بن شبة: "سمعت الأصمعي يقول: أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة". وقال عنه القفطي٦٤ "كان الأصمعي بحرًا في اللغة لا يعرف مثله فيها وفي كثرة الرواية، وكان دون أبي زيد في النحو". ويقول عنه كذلك "وعمل الأصمعي قطعة كبيرة من أشعار العرب ليست بالمرضية عند العلماء لقلة غريبها واختصار روايتها". وقال عنه ابن جني: "وهذا الأصمعي هو صناجة الرواة والنقلة، وإليه محط الأعباء والثقلة. كانت مشيخة القراء وأمثالهم تحضره وهو حدث لأخذ قراءة نافع عنه. ومعلوم كم قدر ما حذف من اللغة فلم يثبته؛ لأنه لم يقو عنده إذ لم يسمعه". ويقول عنه أبو الطيب اللغوي "إنه كان لا يفتي إلا فيما أجمع عليه العلماء، ويقف عما ينفردون به عنه، ولا يجوِّز إلا أفصح اللغات ويلج في دفع ما سواه"٦٥. من هذا نجد أن الأصمعي كان من أئمة الرواة المشهود لهم بالأمانة والصدق، وكان ثقة مصدقًا لدى جميع العلماء والنقاد والباحثين النزيهين. وله مؤلفات كثيرة العدد.


٦٢ الفهرست لابن النديم، ص٨٨.
٦٣ المزهر ص٤٠١.
٦٤ الخصائص جـ٣ ص٣١١.
٦٥ مراتب النحويين ص٤٩.

<<  <   >  >>