بدأ قصيدته بطلب الصبوح، جريًا على عادة الجاهليين، وتحدث عن نوعه وأثره، ثم وجه الكلام إلى الظعينة، فرجاها أن تقف قبل الفراق ليخبر كل منهما الآخر حقيقة ما عنده، عن وقت الخطر حين يشتد الطعن والضرب فتقر عيون المنتصرين، ثم سألها عن فراقها: أقطيعة أم خيانة؟:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا ... ولا تبقي خمور الأندرينا
مشعشعة كأن الحص فيها ... إذا ما الماء خالطها سخينا
قفي قبل التفرق يا ظعينا ... نخبرك اليقين وتخبرينا
بيوم كريهة ضربا وطعنا ... أقر به مواليك العيونا
قفي نسألك هل أحدثت صرما ... لوشك البين أم خنت الأمين
ثم تحدث عن بعض أجزاء جسمها، فقال: إنها بيضاء في ريعان الشباب، نشأت في رحاب النعيم، طويلة القامة بضة الجسم، محصنة عفيفة لم يمسسها أحد، وذكر أن موكب الظعائن أثار صبابته، وكلما أسرع الحداة بالموكب فزاد البعد، اشتد حنينه، حتى فاق حنين ناقة ضل ولدها، وبلغت به اللوعة حدا أكثر من لوعة امرأة شمطاء فقدت أولادها التسعة:
تريك إذا دخلت على خلاء ... وقد أمنت عيون الكاشحينا