البساطة في التفكير: والمعاني التي يتضمنها الشعر الجاهلي بسيطة، ليس فيها تعقيد، ولا غموض، فهي معالجة بطريقة ليس فيها عمق، ولا إغراق في التفكير، وقد يكون ذلك أيضًا راجعًا إلى طبيعة الحياة التي كانوا يحيونها، فقد كانت حياة فطرية بسيطة، خالية من التعقيد؛ ذلك لأنه لم يكن فيها شيء من شوائب المدنية التي من شأنها أن تعقد حياة أهلها، وتجعلها متشابكة متداخلة، فيها صعوبات ومشاكل تحتاج في حلها أو التغلب عليها إلى التعمق في التفكير، وإطالة البحث.
والحق أن المعاني التي جاءت في الشعر الجاهلي، يستطيع القارئ أو السامع أن يدركها، وأن يحيط بها لأول وهلة بمجرد أن يعرف قصد الشاعر، ولا يحتاج في ذلك إلى إعمال العقل. وكد الذهن، وما في هذه المعاني من جمال يبدو واضحًا لأن أصحابها كانوا يعيشون على الفطرة، في بساطة ووضوح.