٣- الاستقسام بالأزلام: وهي نوع من الطيرة، كانوا إذا أرادوا فعل أمر ولا يدرون ما الشأن فيه أخذوا قداحًا مكتوبًا على بعضها "افعل" وعلى بعضها "لا تفعل" وعلى بعضها، "نعم" وعلى بعضها "لا" إلى غير ذلك، فإذا أراد أحدهم سفرًا مثلًا أتى سادن الأوثان، فيضرب له بتلك القداح، ويقول:"اللهم إن كان خيرًا له فأخرجه". فما خرج له عمل به.
وإذا شكوا في نسب رجل أجالوا القداح، وفي بعضها مكتوب "صريح" وفي بعضها "ملحق" فإن خرج الصريح أثبتوا له نسبه وإن خرج الملحق نفوه، حكى أبو الفرج الأصبهاني، أنهم كانوا يستقسمون عند ذي الخلصة وهو صنم مشهور، وأن امرأ القيس لما قتل أبوه وخرج امرؤ القيس يطلب بثأره استقسم عنده بقداحه وهي ثلاثة: الآمر والناهي والمتربص، فأجالها، فخرج الناهي، ثم أجالها فخرج الناهي، ثم أجالها فخرج الناهي فجمعها وكسرها، وضرب بها وجه الصنم، وسبه ثم قال.
لو كنت يا ذا الخلص الموتورا ... مثلي، وكان شيخك المقبورا