للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الصعاليك]

الصعاليك: جمع صعلوك وهو الفقير: ويطلق لفظ الصعاليك -في عالم الأدب- على فئة من الفقراء اتخذوا لأنفسهم طريقة خاصة في حياتهم، فسلكوا سلوكًا له سمات معينة، أهمها: الأنفة والإباء والترفع عن الصغائر والدنايا وحقير الأعمال، معتمدين في حياتهم على القوة والبطش وانتهاز الفرص وخفة الحركة وسرعة الجري والهجوم الخاطف والسلب والنهب والفتك بالأعداء مع الحرص على البر والاهتمام بالمرضى والضعفاء والمحتاجين.

وقد صوروا فلسفتهم في الحياة في أشعارهم، من ذلك ما يقوله عروة بن الورد٥٨١:

لحى الله صعلوكا إذا جن ليله ... مضى في المشاش آلفا كل مجزر٥٨٢

يعد الغنى من دهره كل ليلة ... أصاب قراها من صديق ميسر٥٨٣

قليل التماس المال إلا لنفسه ... إذا هو أضحى كالعريش المحور٥٨٤

ينام عشاء ثم يصبح قاعدًا ... يحت الحصى عن جنبه المتعفر٥٨٥

يعين نساء الحي ما يستعنه ... فيضحي طليحًا كالبعير المحسر٥٨٦

ولله صعلوك صفيحة وجهه ... كضوء شهاب القابس المتنور٥٨٧


٥٨١ الأصمعيات: ص٤٥ ب: ١٣-٢١
٥٨٢ لحاه الله: قبحه ولعنه الصعلوك: الفقير. المشاش: رءوس العظام اللينة التي يمكن مضغها. مجزر: موضع الجزر، وهو بفتح الزاي قياسًا، وكسرها سماعًا. جن ليله: أظلم.
٥٨٣ ميسر "بكسر السين المشددة": الذي سهلت ولادة إبله وغنمه، ولم يطلب منها شيئًا. يقول: إن هذا الشخص إذا ملأ بطنه عندما يجود عليه شخص حاله ميسرة، عد نفسه غنيا، ولم يبال من ورائه من عياله وقرابته.
٥٨٤ العريش: خيمة من خشب أو جريد. المحور: الساقط. يقول إذا شبع فملأ بطنه ألقى نفسه كأنه عريش قد انهار.
٥٨٥ ينام عشاء: ينام مبكرًا من أول الليل. يحت: ينفض ويزيل. يقصد أنه كسول خامل ليس بصاحب إدلاج ولا غزو.
٥٨٦ طليح: معيّى. محسر: مجهد ومتعب. يريد أنه يقضي وقته في خدمة المنازل. كلما طلبت منه ربات البيوت، حتى يبلغ منه التعب درجة كبيرة، فيصبح في منتهى الإعياء، كالبعير الذي أجهده طول العمل.
٥٨٧ صفيحة وجهه: بشرة جلده. الشهاب: شعلة من نار ساطعة. القابس: الذي يقبس النار أي يأخذها. المتنور: المضيء.

<<  <   >  >>