بدأ لبيد معلقته بالحديث عن حال الديار وما آلت إليه، فقال إنها درست معالمها حتى كادت لا ترى، فقد هجرت منذ سنين وأصبحت لا يدخلها آمن ولا خائف لخرابها، وهطلت عليها سحب الربيع والأمطار الشديدة، في شدة أحيانا، وفي لين أحيانا، وفي الليل، وفي الصباح، وفي العشي، وأيام الدجن، برعود يتجاوب صداها فطال نباتها، وتناسلت فيها قطعان البقر والظباء والشاء، فوقف يسأل الأطلال ولكنه تعجب من سؤاله آثارًا صمًّا لا تستطيع الكلام: