بدأ طرفة معلقته بذكر الأطلال ووقوفه بها هو أصحابه، فظهر عليه الأسى، حتى كاد يهلك:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد ... تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
وقوفًا بها صحبي عليّ مطيهم ... يقولون لا تهلك أسى وتجلد
ثم عاد بذكرياته إلى الماضي، فاسترجع ساعة الفراق وعرض موكب الارتحال وضخامته وسيره السريع يشق الوديان والجبال غير مبالٍ بما يصادفه من عوائق أو عقبات:
كأن حدوج المالكية غدوة ... خلايا سفين بالنواصف من دد
وكانت فيه حبيبته الرشيقة، ذات الشعر المنسدل والشفاه الشديدة الحمرة، وقد نشأت في نعمة ورعاية، وبسمتها تفتر عن لثات ناضرات، وأسنان ناصعة البياض شديدة البريق واللمعان، ووجهها ناضر صافٍ نقي، يشع جمالًا ودفئًا، ويخطف البصر كأنه قرص الشمس: