وتيماء لم يترك بها جذع نخلة ... ولا أطمًا إلا مشيدًا بجندل
كأن ثبيرًا في عرانين وبله ... كبير أناس في بجاد مزمل
كأن ذرا رأس المجيمر غدوة ... من السيل والغشاء فلكة مغزل
كأن السباع فيه غرقى عشية ... بأرجائه القصوى أنابيش عنصل
ويعقب المطر عبق عطري جميل، يملأ البقاع، ويفوح أريجه، ويتضوع شذاه فتشدو له الطيور وتخرج من أوكارها فرحة منتشية، كأنما ثملت من الخمر، وتغمرها البهجة والمتعة، ثم تظهر آثار المطر في الأرض، فتحيا وتهتز وتربو، ويكسوها بساط سندسي جميل فيه الأشجار والأزهار مختلفة الأنواع والألوان:
وألقى بصحراء الغبيط بعاعه ... نزول اليماني ذي العياب المحمل
كأن مكاكي الجواء غدية ... صبحن سلافًا من رحيق مفلفل
هذه معلقة امرئ القيس التي يمكن أن يقال عنها: إنها لوحات فنية تصور أمثلة من مظاهر الجمال في بعض الكائنات.