للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المدح]

كانوا يمدحون إشادة بعظيم، أو إعجابًا وإكبارًا لعمل جليل. أو اعترافًا بصنع جميل، أو رغبة في معروف، أو حبًّا في العطايا والمنح، وكانت المعاني التي تردد في المدح من بين تلك التي يتغنون بها في الفخر.

يروى أنه لما حارب الحارث بن جبلة بن أبي شمر الغساني بني تميم، وانتصر عليهم. أخذ أسراهم. وفيهم شأس أخو علقمة الفحل. فرحل إليه علقمة يطلبه منه، فقال قصيدة يمدح فيها الحارث، بدأها بالغزل ووصف الناقة التي حملته إلى الممدوح. ثم شرع في المدح، فكان مما قال٢٤٤:

وأنت امرؤ أفضت إليك أمانتي ... وقبلك ربتني، فضعت، ربوب٢٤٥

فأدت بنو كعب بن عوف ربيبها ... وغودر في بعض الجنود ربيب٢٤٦

فوالله لولا فارس الجون منهم ... لآبوا خزايا، والإياب حبيب٢٤٧


٢٤٢ العلل: الشرب بعد الشرب وهو هنا مجاز، ومعناه أنه لا يسأم الحرب. النكس: الضعيف. والورع: الجامع للنقائض من جبن، وصغر نفس، وضعف في الرأي والعقل والبدن.
٢٤٣ الدخل هنا: الغش.
٢٤٤ المفضلة رقم ١١٩، والعقد الثمين: ديوان علقمة قصيدة رقم٢
٢٤٥ أفضت إليك أمانتي: صارت نصيحتي لك، أي توجهت نحوك وانتهيت إليك. ربوب: جمع رب وهو السيد والمالك. ربتني: ملكتني.
٢٤٦ أدت: سلمت وخلصت. الربيب: الملوك. غودر: ترك. ربيب أسير، يقصد أخاه شأسا.
٢٤٧ الجون: فرس الممدوح، والجون معناه الأسود، وقد يكون الأبيض. أي لولاك كنت معهم لرجعوا مغلوبين. خزايا: جمع خزيان من الخزاية وهي كل ما يستحيا منه.

<<  <   >  >>