للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقدمه حتى تغيب حجوله ... وأنت لبيض الدارعين ضروب٢٤٨

مظاهر سربالي حديد عليهما ... عقيلا سيوف مخذم ورسوب٢٤٩

فجالدتهم حتى اتقوك بكبشهم ... وقد حان من شمس النهار غروب٢٥٠

تخشخش أبدان الحديد عليهم ... كما خشخشت يبس الحصاد جنوب٢٥١

وقاتل من غسان أهل حفاظها ... وهنب وقاس جالدت وشبيب٢٥٢

كأن رجال الأوس تحت لبانه ... وما جمعت جل معًا وشبيب٢٥٣

رغا فوقهم سقب السماء فداحض ... بشكته لم يستلب وسليب٢٥٤

كأنهم صابت عليهم سحابة ... صواعقها لطيرهن دبيب٢٥٥

فلم تنج إلا شطبة بلجامها ... وإلا طِمِرٌّ كالقناة نجيب٢٥٦

وإلا كمي ذو حفاظ كأنه ... بما ابتل من حد الظبات خضيب٢٥٧

وأنت الذي آثاره في عدوه ... من البؤس والنعمى لهن ندوب٢٥٨


٢٤٨ تقدمه: أي في الحرب: تغيب حجوله: أي حتى تواري الدم قوائمه. الدارعين: أصحاب الدروع والحجول ما في يديه ورجليه من البياض، وهي موضع الخلاخيل.
٢٤٩ السربال هنا: الدرع. أي لبس درعين واحدة على الأخرى. عقيلا سيوف: كريمان منها، وكان الحارث يتقلد بسيفين. المخذم: الذي يبين الضريبة أي يقطعها والرسوب: الغائص في الضريبة.
٢٥٠ اتقوك بكبشهم: جعلوك بينه وبينهم، الكبش هنا الرئيس
٢٥١ تخشخش: تصوت. الأبدان الدروع. الجنوب: ريح
٢٥٢ هنب وقاس وشبيب وغسان: قبائل يمنية
٢٥٣ شبيب: حي من جام سبتهم بنو شيبان. تحت لبانه: أي فرسه، لأنه الرئيس فكلهم يحفون به. وقيل: جل شبيب من غسان، ويقال: جل من قضاعة، وعتيب من جذام، وهي حلفاء بني شيبان.
٢٥٤ السقب ولد الناقة: يقصد سقب ناقة صالح عليه السلام، أي نزل بهم ما نزل بثمود من الهلاك حين عقروا الناقة. الداحض: الزلق، ومعناه زل فسقط. بشكته: أي عليه سلاحه. أي منهم من سلب ومنهم من لم يسلب.
٢٥٥ صابت: مطرت، يقول: كأن ما أصابهم ونزل بهم من القتل الذريع والاستئصال، سحابة جاءت بصواعق، فقتلت ما أصابت من الطير، وبقي ما أفلت منها يدب لا يقدر على الطيران، والدبيب: مشي ضعيف.
٢٥٦ الشطبة: الطويلة. الطمر: الخفيف، ويقال هو الشديد الوثب. لم تنج: لم تفلت بلجامها: ملجمة. كالقناة: أي في ضمره وصلابته.
٢٥٧ الكمي: الشجاع. الظبات: جمع ظبة، وهي أطراف الأسنة. مخضوب: يقصد أن يمينه احمرت من الدم فكأنه مخضوب.
٢٥٨ الندوب: آثار الجروح.

<<  <   >  >>