للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تدوين الأدب الجاهلي]

يقصد بالتدوين الكتابة، وكانت الكتابة معروفة للعرب في العصر الجاهلي، بدليل وجود إشارات إليها في الأدب الجاهلي، كقول طرفة١:

كسطور الرق رقشه ... بالضحى مرقش يشمه

وقول المرقش الأكبر:

الدار وحش والرسوم كما ... رقش في ظهر الأديم قلم٢

وقول امرئ القيس٣:

لمن طلل أبصرته فشجاني ... كخط زبور في عسيب يمان

وقوله٤:

أتت حجج بعدي عليها فأصبحت ... كخط زبور في مصاحف رهبان

وفي هذه الأمثلة نجد الإشارة إلى الأقلام وبعض ما كان يكتب عليها كالأديم، والعسيب، والصحف.

وقد وجدت نقوش للعرب الجنوبيين تدل على وجود الكتابة عند أهل اليمن منذ ألف عام على الأقل قبل الميلاد, كما عثر في آثار الشماليين على نقش النمارة الذي يرجع تاريخه إلى سنة ٣٢٨م وهو مكتوب بخط مشتق من الآرامي٥.

وكانت العهود والمواثيق في غالب الأحيان تدون، تسجيلًا لها، لتكون أقوى ارتباطًا، وأشد إلزامًا، ومن ذلك صحيفة قريش التي علقوها في جوف الكعبة٦.


١ ديوان طرفة نشر الدكتور علي الجندي، بيت رقم ٤٠٧. والرق: الصحيفة، رقشه: زينه وحسنه، وشبه رسوم الدار بسطور الكتاب. بالضحى: أي رقشه بالضحى، وذلك أحكم لصنعة الترقيش. يشمه: ينقشه ويزينه ويجعله كالوشم في المعصم.
٢ الأغاني. دار الكتب جـ٦ ص١٢٧.
٣ ديوان امرئ القيس، ص٨٥، ب١.
٤ ديوان امرئ القيس، ص٨٩، ب٢.
٥ بروكلمان، جـ١، ص٦٣.
٦ سيرة ابن هشام، جـ١ص٣٧٥.

<<  <   >  >>