وفي الشعر الجاهلي، نجد أن الشعراء كانوا يهتمون بألفاظهم وعباراتهم، فينتقون ويدققون في اختيار الألفاظ، ويتحرون أن تكون ألفاظًا شعرية تؤدي الغرض المقصود بما تحمل من معاني القوة والتأثير. وتتضح هذه الظاهرة بأجلى معانيها في الحوليات، وهي القصائد التي يقضي أصحابها في إعدادها وقتًا طويلًا قد يقرب من عام؛ ولذلك سميت كل منها بأنها حولية، وأشهر أصحابها زهير والنابغة الذبياني.
والذي يدل على ميل الجاهليين إلى انتقاء الألفاظ وجودة رصفها، ورود ألقاب كثيرة من الشعراء تدل على ذلك، مثل المهلهل، الذي أطلق عليه ذلك -كما يقولون- لأنه هلهل ألفاظ الشعر وأرقها، كما لقبوا المرقش بذلك لتحسينه شعره وتنميقه، وهكذا قالوا في طفيل