هـ- المذهبات: وربما كان يقصد بهذا الاسم أنها تستحق أن تكتب بالذهب، وهي لشعراء من الأنصار "الأوس والخزرج" خاصة، وهم: حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، ومالك بن العجلان، وقيس بن الخطيم، وأحيحة بن الجلاح، وأبو قيس بن الأسلت، وعمرو بن امرئ القيس.
و المشوبات: وهي للمخضرمين، أي الذين شابهم الكفر والإسلام، وهم: النابغة الجعدي، وكعب بن زهير، والقطامي، والحطيئة، والشماخ، وعمرو بن أحمر، وابن مقبل.
ز- الملحمات: وأصحابها إسلاميون كلهم، وهم: الفرزدق، وجرير، والأخطل، وعبيد الراعي، وذو الرمة، والكميت بن زيد، والطرماح بن حكيم.
ومن ذلك نرى أن هذه المجموعة تضم تسعًا وأربعين قصيدة، ولم يبين لنا صاحب اختيارها سبب تقسيمها سباعيًّا، في نوعيتها وفي وحداتها، كما أنه لم يوضح أسباب هذه التسميات السبعة، ولماذا وضع كلًّا من هذه القصائد في قسم معين دون غيره، وربما كان اختيار هذه الأسماء لأسباب معنوية تكمن في معنى لفظ الاسم مثل المشوبات، التي شاب أصحابها زمن الجاهلية وزمن الإسلام، وظاهر أن اسم المعلقات، اسم تقليدي، تابع فيه غيره، وعلى كل فهذه الأسماء حلي من العناوين المختارة، ويبدو أن وضع كل قصيدة في قسمها من هذه الأقسام -ما عدا المعلقات- راجع لذوق جامع هذه المختارات الأدبي، ورأيه الشخصي.
وعلى كل هي مجموعة طيبة من القصائد الجيدة، لشعراء مشهورين في الجاهلية والإسلام، يدل اختيارها على ذوق أدبي جيد، إذ تتضمن هذه المجموعة نماذج حسنة لأغراض شعرية متنوعة.
وقد طبعت الجمهرة حتى الآن ثلاث طبعات كلها عن أصل واحد، فلا اختلاف بينها، وطبعت دون شرح في "نيل الأرب في فضائل العرب" بيروت سنة ١٨٩٥، واعتمدت هذه الطبعة على نص غير النص الذي اعتمدت عليه الطبعة الثانية للكتاب الآنف الذكر بعنوان: تزيين نهاية الأرب: بيروت ١٨٦٢ ٢٢.