للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يفرطها عن كبة الخيل مصدق ... كريم وشد ليس فيه تخاذل٧٦

وإن رد من فضل العنان توردت ... هويّ قطاة أتبعتها الأجادل٧٧

مقربة لم تقتعد غير غارة ... ولم تمتر الأطباء منها السلائل٧٨

إذا ضمرت كانت جداية حلب ... أمرت أعاليها وشد الأسافل٧٩

وقد أصبحت عندي تلادًا عقيلة ... ومن كل مال متلدات عقائل٨٠

وأحبسها ما دام للزيت عاصر ... وما طاف فوق الأرض حاف وناعل٨١

ومما جاء في وصف النعام ما قاله علقمة الفحل في حديثه عن الناقة٨٢:

كأنها خاضب زعر قوادمه ... أجنى له باللوى شري وتنوم٨٣

يظل في الحنظل الخطبان ينقفه ... وما استطفت من التنوم مخذوم٨٤


٧٦ يفرطها: يقدمها. كبة الخيل: دفعتها في الجري. المصدق، بفتح الميم: الصدق في كل ما كان من عمل أو قول، الشد: العدو
٧٧ الأجادل: جمع أجدل وهو الصقر. يقول: إن حبس من عنانها فهي في ذلك كقطاة تتبعها الصقور، فهو أشد لطيرانها.
٧٨ المقربة: المؤثرة المكرمة. بالتشديد فيها. لم تعتقد: لم تركب. غير غارة: إلا في غارة. لم تمتر: لم ترضع، وأصل المري: أن يمسح الضرع ليدر. الأطباء: جمع طبي، بضم فسكون، وهو من الفرس بمنزلة الثدي من المرأة. السلائل: الأولاد.
٧٩الجداية: الظبي أتى عليه ستة أشهر أو نحوها، تقال للذكر والأنثى. الحلب: نبت يخضر في قبل الصيف. شبه الفرس بالظبي رعى هذا النبت، وقد رعى من قبله الربيع، فاتصل ربيعه بالصيف فسمن وقوي. أمرت: فتلت: أي فتل لحمها وعصبها.
٨٠ التلاد: القديم، يقال للذكر والأنثى والمفرد والجمع، وأصله من ولد عندهم، فتاؤه مبدلة من الواو. العقيلة: الكريمة.
٨١ أي: أحبسها أبدًا عندي، لا أبيعها ولا أهبها، لضني بها.
٨٢ المفضلية رقم ١٢٠
٨٣ الخاضب: الظليم قد احمر جلده وساقاه. والظليم: ذكر النعام، وتشبه به الناقة في السرعة، القوادم: ريشات في مقدم الجناح. أجنى النبات: أدرك أن يجنى. اللوى: ما انعطف من الرمل. الشري: شجرة الحنظل، والظليم يأكله. التنوم: شجر، ورقه يشبه ورق الآس. ينحت ورقه في القيظ، ويرب في الشتاء.
٨٤ الخطبان: الحنظل الذي تضرب فيه خطوط تضرب إلى السواد، وهو أشد ما يكون مرارة. ينقفه: يستخرج حبه. استلطف: ارتفع. مخدوم: مقطوع ليأكله.

<<  <   >  >>