انتصاراتهم في الحروب، وأيامهم في الماضي والحاضر. ويفيض في الحديث عن مكانتهم، وقدرتهم، واستعدادتهم، وعاداتهم وكرمهم، وإسرافهم، وتفوقهم في ميادين الفصاحة والبيان والحكمة، والقول الفصل، والرأي السديد. ولا عجب في ذلك: فالنظام القبلي هو الذي كان سائدًا في ذلك العصر.
ولئن كانت الروح الجماعية هي السائدة في الشعر الجاهلي، فلقد كان للنواحي الشخصية نصيب فيه، فكان هناك فخر شخصي، وحديث عن المشاعر والإحساسات والعواطف الخاصة بنفسية الشاعر وشخصيته المستقلة، ولكن هذه الناحية على العموم، كانت أقل بكثير من الروح القبلية، ونظرة إلى الإحصاءات لكل منهما في دراستنا لشعر الحرب، تبين ذلك بوضوح.
ووجود هاتين الناحيتين في الشعر الجاهلي، مع تفوق الناحية القبلية، يدل دلالة واضحة على الحرية التي كان يتمتع بها الشاعر الجاهلي في فنه، كما تدل على أنه كان مدفوعًا إلى الحديث عن قومه بدافع غرزي وطبع أصيل فيه، كأنه كان مضطرًا أو مجبرًا. وهذا معناه شدة الاتحاد وقوة التماسك بين أفراد العشيرة الواحدة.
أما من الناحية الشكلية ففي الشعر الجاهلي ظواهر أهمها: