بالحاء المهملة- في أصول الدِّين والرد على الملحدين" في خمس مجلدات. وقال ابن السبكي: أحد أئمة الدِّين؛ كلامًا، وأصولًا، وفروعًا، جمع أشتات العلوم، واتفقت الأئمة على تبجليه وتعظيمه وجمعه شرائط الإمامة.
وكان يقول -رحمه الله-: أنا أحتاج إلى من هو أعلم مني حتّى يمكنني أنّ ألقي عليه شيئًا بالطبع -أي بنشاط وانشراح-. وقال ابن عساكر: وفوائد هذا الإمام وفضائله وأحاديثه وتصانيفه أكثر وأشهر من أنّ تستوعب في مجلدات، فضلًا عن أطباق وأوراق.
مات بنيسابور - وقيل: باسفرايين، وهو بعيد- يوم عاشوراء سنة ثماني عشرة وأربعمائة، وكان يومًا مطيرًا، ثمّ طلعت الشّمس بعد الظهر، وصلّى عليه الإمام الموفق، وحمل إلى مقبرة الحيرة، ودفن بها، في مشهد أبي بكر الطُّوْسي، ثمّ ورد ابنه في خلق عظيم، نقلوه بعد بعد ثلاث، وصلوا عليه في ميدان الحسين، وحُمل إلى إسفرايين، ودفن هناك في مشهدة، والناس يتبركون ويزورونه، وتستجاب عنده الدعوات (١). وبقيت بعده من آثاره وتصانيفه جملة، تبقى إلى القيامة -إن شاء الله تعالى-.
قلت:[ثقة مكثر، مجتهد في العبادة، واعظ على ستر وصيانة].
(١) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "الرَّدِّ على البكري" (١/ ١٤٦): وهذه الأمور المبتدعة من الأقوال هي مراتب: ... المرتبة الثّانية: أنّ يظن أنّ الدُّعاء عند قبره مستجاب، أو أنّه أفضل من الدُّعاء في المساجد والبيوت، فيقصد زيارته لذلك، أو للصلاة عنده، أو لأجل طلب حوائجه منه، فهذا -أيضًا - من المنكرات المبتدعة باتِّفاق أئمة المسلمين، وهي محرّمة، وما علمت في ذلك نزاعًا بين أئمة الدِّين. وقد نقل كلامه هذا تلميذه ابن القيم في كتابه "إغاثة اللهفان" (١/ ٣٣٤) مقرًا له، وزاد في آخره قوله: وإن كان كثير من المتأخرين يفعل ذلك.