الفائدةُ الثّانية: فيما يتعلّق بذكر من أفردهم أو ترجم لهم:
سبق وأن ذكرنا أنّ الإمام البَيْهقي -رحمه الله تعالي- كان ذا رحلة واسعة، أخذ فيها عن عدد كثير من مشايخ عصره، ولم يُذكر أنّه صنف معجمًا لشيوخه الذين أخذ العلم عنهم، كما هي عادة شيوخه وعلماء عصره، ولكن قد اهتم بجمعهم طائفة من العلماء والباحثين، فمنهم من أفرد لهم مصنفًا خاصًا بهم، ومنهم أفرد لهم فصلًا أو بابًا خاصًا بهم ضمن دراسة علمية تتعلّق ببعض كتبه، ومنهم من ترجم لهم مع رواة آخرين.
(١) من أفرد لشيوخ البَيْهقي مصنَّفًا:
قال الحافظ الذهبي في كتابه "معرفة القراء الكبار"(٣/ ١٣٣٦) ترجمته أبي شامة عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عثمان الدمشقي: "وألف ... ، وكتاب شيوخ البَيْهقي".
(٢) ذكر من أفرد لشيوخ البَيْهقي فصلًا ضمن دراسة تتعلّق ببعض كتب البَيْهقي:
(أ) الأستاذ الدكتور محمَّد ضياء الرّحمن الأعظمي.
قال في تقدمته لكتاب "المدخل إلى السنن الكبرى"(١/ ٢٨ - ٧٩): قمت بتصفح "السنن الكبرى" من أولها إلى آخرها، واستطعت أنّ أجمع أكثر من مائة شيخ له إِلَّا أنّ جملة من الشيوخ لم أتمكن من البحث عن تراجمهم، وإليكم أوَّلًا الشيوخ المترجم لهم ... الخ فذكرهم، فبلغوا تسعة وثمانين شيخًا، ثمّ قال: وهناك جماعة من شيوخه لم أتمكن من البحث عن ترابهم، علمًا بأني سوف أستقصي جميع شيوخ البَيْهقي من مؤلفاته العديدة، وأخصص بحثًا لدراسة مميزات "السنن الكبرى" ومصادرها