فغرِّب ولا تحفِل بفرقه مَوْطن ... تَفُزْ بالمنى في كلّ ماشئت من حاج
فلولا اغتراب المسك ما حل مفرقًا ... ولولا اغتراب الدُّرِّ ما حَلَّ في التاج
وقد مضى الإمام الحافظ البَيْهقي على سنن المحدثين من قبله، فرحل في طلب العلم، ولم يكتف بالأخذ عن شيوخ بلده خُسْرُوجر، وبيهق بل رحل وطوف الأفاق، وشمر عن ساق الجد والاجتهاد:
بهمة في الثريا إثر أخمصها ... وعزمة ليس من عادتها السأم
فرحل إلى بلاد خراسان، والعراق، والحجاز، والجبل.
قال أبو الحسن عبد الغافر الفارسي في "السياق" كما في "المنتخب" ص (١٠٣): رحل إلى العراق والجبال والحجار. وقال ابن الجوزي في "المنتظم": سافر وجمع الكثير. وقال ابن خلكان في "وفيات الأعيان"(١/ ٦٧): رحل في طلب الحديث إلى العراق، والجبال، والحجاز، وسمع بخراسان من علماء عصره، وكذلك بقية البلاد الّتي انتهى إليها. وقال السبكي في "طبقاته"(٤/ ٨): سمع بخراسان، والعراق، والحجاز، والجبال.
قال مقيده -أمده الله بتوفيقه-: وهاك عرضًا لرحلاته، وأسماء الشيوخ الذين صرَّح بلقائهم في المدن والأمصار الّتي دخلها، وبالله التوفيق.
[(١) رحلته إلى بلاد خراسان]
أمّا رحلته إلى بلاد خراسان، فقد صرح بها في كتابه "السنن الكبرى"(٦/ ٩)، وبلاد خراسان يقع منها اليوم جزء في جمهورية إيران، وجزء في أفغانتسان، وجزء في جمهوية تركمانتسان جنوب الاتحاد السوفيتي سابقا، ومن هذه البلاد الّتي رحل إليها من بلاد خراسان: