قال عبد الغافر الفارسي في "السياق" كما في "منتخبه"(ص (١٠٣): واحد زمانه في الحفظ، وفرد أقرانه في الإتقان والضبط، عقدوا له المجلس بنيسابور، وحضره الأئمة والفقهاء، وأكثروا الثّناء عليه والدعاء له في ذلك، لبراعته ومعرفته وإفادته.
وقال ابن الجوبزي في "المنتظم"(١٦/ ٩٧): كان واحد زمانه في الحفظ والإتقان، وكذا قال ياقوت في "معجمه"(١/ ٦٣٩).
وقال الذهبي في "التذكرة"(٣/ ١١٣٢): بورك له في عليه؛ لحسن قصده، وقوة فهمه وحفظه. وقال في "تاريخ الإسلام"(٣٠/ ٤٣٩، ٤٤٠): كان واحد زمانه، وفرد أقرانه، وحافظ أوانه، بُورك له في مروياته، وحُسْن تصرُّفه فيها, لحِذْقه وخبرته بالأبواب والرجال.
وقال السبكي في "طبقاته"(٤/ ٨، ٩)، حافظ كبير، جبل من جبال العلم، أحذق المحدثين، وأحدهم ذهنًا، وأسرعهم فهمًا، وأجودهم قريحة.
ومما يدلُّ على قوة حفظه وفطنته ما ذكر في "تاريخ بيهق" ص (٣٤٥) من أنّه حدث مرّة أنّه كان في مجلس الحاكم أبي عبد الله الحافظ -وكان غاصًا بجمع كثير من العلماء- فروى الحاكم أبو عبد الله حديثًا، فأسقط أحد رواته، فقال الإمام البَيْهقي: لقد تركت أحد رواته, ولما غضب الحاكم أبو عبد الله؛ طلب إليه أنّ يحضر الأصل، فأحضره، فكان الأمر كما قال الإمام البَيهقي.