للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبحث الرّابع: موقعه بين أئمة الجرح والتعديل

لقد اهتم الإمام البَيْهقي -رحمه الله تعالي- بتتبع أخبار الرواة، ودراسة أحوالهم؛ لمعرفة من تقبل روايته منهم، ومن تُردّ، فخاض غمار هذا الفن بما آتاه الله من علم، وبما بذله من جهد، فهو يعد من فرسانه، ومن المبرزين فيه في زمانه، فقد ذكر العلماء بعده المصنفون في هذا الفن مقولاته في "الجرح والتعديل" في كتبهم احتجاجًا بها، أو اعتمادًا عليها، فنقل عنه الذهبي في "ميزانه"، والحافظ في "تهذيبه" و"لسانه"، ونص غير واحد منهم على اعتماد قوله، وحذقه، وخبرته، وإنصافه في ذلك.

قال ابن الصلاح في "طبقاته" (١/ ٣٣٢): كان ظاهر الإنصاف بعيدًا عن الاعتساف.

وقال الذهبي في "تاريخه" (٣٠/ ٤٤٠): ودائرته في الحديث ليست كبيرة، بل بُورك له في مروياته وحُسْن تصرفه فيها، لحِذقه وخبرته بالأبواب (١) والرجال. وذكره في الطبقة الرّابعة عشرة من كتابه "تذكرة


(١) فائدة: نقل البَيْهقي في "المدخل" عن شيخه الحاكم تعريفه للتصنيف على الأبواب فقال: وأمّا الأبواب فإن مصنفها يقول: كتاب الطّهارة مثلًا، فكأنّه يقول: ذكر ما صح عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - في أبواب الطهارف ثمّ يوردها اهـ "فتح المغيث" (١/ ١٠٣).

<<  <   >  >>