(٢٠/ ٩): اعتنى به أبوما فسمَّعه في الخامسة وما بعدها.
ولعل صواب العبارة:"في شعبان سنة خمس وخمسين وأربعمائة، فيكون زاهرًا قد سمع "السنن الكبرى" مع أبيه وسِنُّه تسع سنين، ولم يتنبه لذلك فضيلة الشّيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-، فقال في مقدمة "الخلافيات" (١/ ٧٥): وقد أفنى البَيْهقي ما يزيد عن ربع قرن في تصنيف هذا الكتاب -يعني "السنن الكبرى"-، فبدأ به سنة خمس وأربعمائة، وفرغ منه سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة كما ذكر هو في (١/ ٢/، ١٠، ٣٥١) اهـ. وقد وقع فيما وقع فيه الشّيخ -حفظه الله تعالى- د. أحمد بن عطية الغامدي في كتابه "البَيْهقي وموقفه من الإلهيات" ص (٧٧)، وقد سبقني إلى التنبيه عن هذا الخطأ د. نجم عبد الرّحمن خلف في "الصناعة الحديثية" (٧٥)، والله الموفق.
(٢) مكانته في التَّصْييْف ومصنفاته:
كما أصبح الإمام البَيْهقي -رحمه الله تعالي- مرجعًا للعلماء وطلاب العلم في زمانه، فقد أصبحت مصنفاته مرجع النَّاس من لدن زمانه إلى وقتنا الحاضر، لما اتصفت به من الوفرة والجودة، وحسن التصنيف، وابتكاره، فهاهم المؤرخون يعرفون الإمام البَيْهقي بها، ويشيدون بجودتها، ويستدلون على إمامته من خلالها، وقد قيل: "يستدل على عقل الرَّجل بعد موته بكتب صنفها، وشعرٍ قاله، وكتاب أنشأه". (١)
قال أبو الحسن عبد الغافر الفارسي في "السياق": ثمّ اشتغل بالتصنيف
(١) أخرجه الخطيب في "الجامع" (٢/ ٤٢٩/ ١٩٢٧) عن هلال بن العلاء الرقي بإسناد صحيح.