كيفية لها, ولا تُتَأوَّل فيقال معنى اليد: النعمة والقوة، ومعنى السمع والبصر: العلم، ومعنى الوجه: الذات، على ما ذهب إليه نفاة الصفات".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية" (٦/ ٢٣٨ - ٢٣٩): وهذه الطريقة الّتي سلكها الخطابي في تقسيم الأحاديث إلى الأقسام الثّلاثة، وما ذكر في الصفات الخبرية هي تشبه طريقة أبي محمَّد بن كُلَّابِ، وهي طريقة طوائف كثيرة ممّن يقول بالكلام والحديث، وغير ذلك، وهم طريقة الأشعري نفسه، والبَيْهقي في آخر أمره، وهي طريقة ابن عقيل في آخر أمره، وجمهور أئمة الحديث، وأئمة الفقهاء، وأئمة الصُّوفِية، طريقهم أكمل من ذلك وأتبع للسنة، كما قد بين في مواضع.
[(٢) مذهبه الفقهي]
كان مذهبه -رحمه الله تعالي- في الفروع هو مذهب الإمام الشّافعيّ- رحمه الله تعالي-، فقد ذكره العبادي في "طبقاته" في الطبقة الخامسة من فقهاء الشّافعيّة، وكذا ذكره في "طبقات الشّافعيّين" عبد الله بن يوسف الجرجاني، وابن الصلاح، والسبكي، والأسنوي، وغيرهم. وقال ابن الأثير في "اللباب" (١/ ٢٠٢) الفقيه الشّافعيّ. وقال في "الكامل" (٨/ ٢٢٩): كان إمامًا في الفقه على مذهب الشّافعيّ. وكذا قال الملك المؤيد أبو الفداء في "المختصر" (١/ ١٨٥)، وابن الوردي في "تتمّة المختصر" (١/ ٥١٦)، وقال ابن خلكان في "وفيات الأعيان" (١/ ٧٥): الفقيه الشّافعيّ. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (٣٠/ ٤٣٩)، أخذ مذهب الشّافعيّ عن أبي الفتح ناصر بن محمَّد العُمَري المروزي، وغيره، وبرع في المذهب.
وقال الشّيخ محمَّد عبد الرشيد النعماني في كتابه "الإمام ابن ماجه وكتابه السنن" ص (١٢٦): أطبق العلماء على كون البَيْهقي شافعيًا.