للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فحضر مجالس النظر وأعجب الكلَّ حسن بيانه وسكونه وتفَنُّنُه في العلوم، وكان عارفًا بالحديث كثير السماع صحيح الأصول؛ فأخذ في الرِّواية إلى آخر عمره مقيمًا بنيسابور، كان مولده بأصبهان سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وتوفي بنيسابور ليلة الثلاثاء التّاسع عشر من شهر ربيع الأوّل سنة ثلاثين وأربعمائة في مدرسة البَيْهقي في سكة سيّار، ودفن بمقبرة شاهنبر بقرب أبي إسحاق الأرموي، وقد ضعف في اخر عمره قريبًا من خمسة عشر يومًا فلم يقرأ عليه شيءٍ، حدث عن أبي محمَّد عبد الله بن محمَّد بن جعفر بجملة من حديثه ومصنفاته، وعن أبي بكر عبد الله بن محمَّد القراب وأقرانهم، سمع منه: الوالد، وابن أبي زكريا، وابن رامش، وابن الشقاني والطبقة، قرأت بخط الحسكاني، وكان من المكثرين عنه المختصين بالاستفادة منه أنّه قال: توفي أبو الشّيخ بأصبهان سنة تسع وستين وثلاثمائة، وهو ابن سبع وتسعين سنة اهـ. وقال القفطي في "أنباه الرواة": المُقرئ النحوي، المحدث الدَّيِّن الزاهد، الورع الثقة، الإمام بالحقيقة، فريد عصره، تخرج عليه العلماء والأدباء، وكان يعقد المجالس ويُملي العلوم، وتخرج به الرؤساء والأجلاء، وظهرت بركته على طلبته. وقال الذهبي في "النُّبَلاء": الإمام المُقرئ النحوي، الزاهد المحدث، نزيل نيسابور، تخرج به أهل نيسابور في العربيّة، وحدث بـ "سنن الدراقطني". وفي "تاريخ الإسلام": كان إمامًا في العربيّة تخرج به أهل نيسابور. وفي "العِبَر": صدّر للحديث، ولإقراء العربيّة.

قلت: [ثقة حافظ فقيه مقرئ إمام في النحو، تخرج به الكبار في زمانه].

"السنن الكبرى" (١/ ٦/ ك: الطّهارة، باب التطهير بالماء المسخن) و (١/ ٣٤، ٤٤)، (٢/ ١٦٥)، (٤/ ١٠٧)، (٩/ ١٤١)، "القدر" (٢/ ٧٦٤)، "الخلافيات" (١/ ١٨٩)، "فضائل الأوقات" برقم (١٩٥)، "الأربعين"

<<  <   >  >>