أبا القاسم النصراباذي، وأخذ الطريقة عنه وزاد عليه حالاً ومقالاً، واشتهر ذكره في الآفاق، وانتفع به الخلق، ومنهم: القُشَيْرِي صاحب "الرسالة". وقال الغزَّالي: كان زاهد زمانه،، وعالم أوانه.
قال مقيده- أمده الله بتوفيقه-: ومن أقواله يرحمه الله: عليك بطريق السلامة، وإياك والتطلع لطرق النُّبَلاء، ثم أنشد:
ذريني تجئني منيتي مطمئنة ... ولم أتجشم هول تلك الموارد
رأيت عليات الأمور منوطة ... بمستودعات في بطون الأوساد
وقال في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "حُفَّت الجنة بالمكاره". إذا كان المخلوق لا وصول إليه إلا بتحمُّل المشاق، فما ظنُّك بمن لم يّزُل، وقد قال في الكعبة:" لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس"، ثم أنشد:
لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجود يفقر والإقدام قتال
جُنِّنا بليلى وهي جُنُّت بغيرنا ... وأخرى بنا مجُنْونةٌ لانُرِيدُها
ومن أقواله -أيضاً-: من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس.
وكان كثيراً ما يُنشد:
أحسنتَ ظَنَّكَ بالأيَّام إذ حَسُنتْ ... ولم تخًفْ شر مايأتي به القَدرُ
وسالمْتك الليالي فاغْتَرَرْت بها ... وعند صفو الليالي يحدثُ الكَدَرُ
ومن أقواله -أيضاً-: من استهان بأدب من أدب الإِسلام عُوقب بحرمان السنة، ومن ترك سُنَّةً عوقب بجرمان الفريضة، ومن استهان بالفرائض قَيَّض الله له مبتدعاً يذكر عنده باطلاً، فيوقع في قلبه شُبْهةً.
توفي في ذي الحجة، سنة خمس وأربعمائة، قال السبكي: ووهم من