المُقرئ، وأبو عبد الله محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن حمدويه الحاكم -وهو من أقرانه-، وأبو الحسين محمَّد بن المهتدي بالله الخطيب، وأبو بكر محمَّد بن أبي زكريا يحيي بن إبراهيم بن محمَّد بن يحيي بن سختويه المزكي النيسابوري، وأبو سعيد بن رامش، وأبو القاسم المختار.
قال الحاكم في "تاريخه": الواعظ الزاهد، تفقه في حداثة السن، وتزهد، وجالس الزهاد المجردين إلى أنّ جعله الله خلفًا لجماعة من العباد المجتهدين، والزهاد والتابعين، سمع بنيسابور، وتفقه للشافعي على أبي الحسن الماسرجسي، وسمع بالعراق بعد التسعين والثلاثمائة، ثمّ خرج إلى الحجاز، وجاور حرم الله وأمنه بمكة -حرسها الله-، وصحب بها العباد الصالحين، وسمع الحديث من أهلها الواردين، وانصرف إلى وطنه بنيسابور، وقد أنجز الله له موعدة، فلزم منزله ومجلسه، وبذل النفس والمال والجاه للمستورين من الغرباء والفقراء المنقطع بهم، حتّى صار الفقراء في مجلسه أمراء، وقد وفقه الله لعمارة المساجد، والحياض، والقناطر، والدروب، وكسوة الفقراء، والعراة من الغرباء والبلدية، حتّى بنا دارًا للمرضى، بعد أنّ خربت الدور القديمة لهم بنيسابور، ووكل جماعة من أصحابه المستورين بتمريضهم، وحمل مياههم إلى الأطباء، وشراء الأدوية، ولقد أخبرني الثقة أنّ الله تبارك وتعالى قد شفى جماعة منهم، فكساهم، وزودهم للرجوع إلى أوطانهم، وقد صنف في علوم الشّريعة، ودلائل النبوة، وفي سير العُبَّاد والزهَّاد كتبًا نسخها جماعة من أهل الحديث وسمعوها منه، وصارت تلك المصنفات في المسلمين تاريخًا لنيسابور