أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، وأبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمَّد القُشَيْرِي، وأبو عبد الله محمَّد بن عبد الله بن محمَّد الحاكم ابن البيع -حديثًا واحدًا-.
قال الحاكم في "تاريخه": الأديب المتكلم الأصولي الواعظ النحوي، أقام أوَّلًا بالعراق إلى أنّ درس بها مذهب الأشعري، ثمّ لما ورد الري قصدته المبتدعة، فعقد عبد الله بن محمَّد الثقفي مجلسًا، وجمع أهل السُّنَّة، وتقدمنا إلى الأمير ناصر الدولة أبي الحسن محمَّد بن الحسن، والتمسنا منه المراسلة في توجهه إلى نيسابور، ففعل، وورد نيسابور، فبنا له الدَّار والمدرسة، فأحيى الله به في بلدنا أنواعًا من العلوم لما استوطنها وظهرت بركته على جماعة من المتفقهة وتخرَّجوا به، سمع عبد الله بن جعفر وأقرانه، وكثر سماعه بالبصرة وبغداد، وحدث بنيسابور، وحكى عنه أنّه قال: كان سبب اشتغالي بعلم الكلام أني كنت بأصبهان اختلف إلى فقيه، ثمّ سمعت أنّ الحجر يمين الله في الأرض، فسألت ذلك الفقيه عن معناه، فكان لا يجيب بجواب شافٍ، ويقول: أيش تريد من هذا؟ لأنّه كان لا يعرف حقيقة ذلك، فقيل لي: إنَّ أردت أنّ تعرف هذا فمن حقّك أنّ تخرج إلى فلان في البلد، وكان يحسن الكلام، فخرجت إليه وسألته، فأجاب بجواب شافٍ، فقلت: لا بد أنّ أعرف هذا العلم، فاشتغلت به. وقال عبد الغافر الفارسي في "السياق": بلغ تصانيفه في أصول الدِّين، وأصول الفقه، ومعاني القرآن قريبًا من المائة، ودُعي إلى غزنة، وجرت له بها مناظرة، وكان شديد الرَّدِّ على أصحاب أبي عبد الله، ولما عاد من غزنة سم في الطريق، ومضى إلى رحمة الله، ونقل إلى نيسابور، ودفن بالحيرة،