للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحكايات، ويحكى أنّه أدرك المتنبي بشيراز وسمع منه ديوانه, وقد سمع منه ديوانه الإمام زين الإسلام جدي، والأئمة أخوالي والله أعلم بذلك، وقد فات والدي السماع منه, وكان يذكره ويتحسر عليه. وقال السمعاني في "الأنساب": أدرك ابن خفيف بشيراز، ثمّ رحل ودخل أكثر بلاد الإسلام في طلب الحكايات، وجمع منها ما لم يجمعه غيره. وقال ابن عساكر: سمع بدمشق، وبالرملة، والبصرة, وصور، وأرمية، وشيراز، وتستر، وأبهر، وواسط، ورامهرمز، وإصطخر.

وقال الذهبي في "النُّبَلاء": الإمام الصالح المحدث، شيخ الصُّوفِية, طلب هذا الشأن، وارتحل فيه، وقع لي جزء من حديثه، وله تصانيف وجموع. وقال في "العبر": أحد المشايخ الكبار، رحل وعُني بالحديث، وكتب بفارس، والبصرف وجرجان، وخراسان، وبخارى، ودمشق، والكوفة، وأصبهان، فأكثر.

توفي في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.

قلت: [رجل صالح، شيخ الصوفية في وقته، أكثر رواياته حكايات، وتوقف الثقات في روايته الحديث فلا يحتج به] والراوي إذا أكثر من تتبع الحكايات؛ فإنّه لا يتقن الحديث ويضبطه، ولعلّه لذلك لم يهتم بذكر سماعاته للحديث، لا لكونه متهمًا في ادعاء لقاء من لم يلق وسماع ما لم يسمع، ولكن لكونه ليس معتنيًا بطريقة المحدثين في جمع الحديث وتدوينه وضبطه، وأمّا كلام الذهبي ففيه توسُّع في المدح، وكلام غيره فيه جرح مفسَّر، فيقدم على كلام الذهبي، والله أعلم.

"المنتخب من السياق" برقم (٣٥)، "الأنساب" (٣/ ٥٠٤)، "مختصره"

<<  <   >  >>