وأربعمائة، وخرج له الإملاء والفوائد أحمد بن علي الأصبهاني الحافظ، وحضر مجلسه المحدثون العصريون من أقرانه من أصحاب الأصم مراعاة لجانبه، مثل: أبي عبد الرّحمن السلمي، وأبي القاسم الكوشكي السراج، وأبي بكر السكري، وغيرهم، وأملي على الصِّحَّة سبع سنين وأشهرًا، سمع بنيسابور، وتفقه علي أبي الوليد، وسمع ببغداد، وبالكوفة، وبمكة -حرسها الله- من مشايخهم، وكان كثير الحديث، كثير الشيوخ صحيح السماع، قرئ عليه الكثير من أصول الكتب مثل:"الموطَّأ"، و"مسند ابن وهب"، و"مسند الشّافعيّ"، و"الفوائد" المخرجه له.
ونقل ابن نقطة في "التقييد" عن عبد الغافر أنّه قال: محدث نيسابور في عصره، وهم أربعة إخوة -أبو الحسن، وأبو حامد، وأبو زكريا، وأبو عبد الله-، كلهم محدثون مكثرون، سمع أبو زكريا مشايخ نيسابور في عصره، وسمع بالعراق، والحجاز، سمع منه المشايخ، وانتخب عليه الحفاظ، وخرج له أحمد بن علي الأصبهاني الحافظ العوالي الصحاح والغرائب، وأملى سنين على الاستقامة والصحة، وحضر مجلسه الكبار، والأئمة والحفاظ. وقال الذهبي في "النُّبَلاء": الشّيخ الإمام الصدوق القدوة الصالح، أملى مدة على ورع وإتقان، انتقى عليه الحافظ أحمد بن علي الأصبهاني، وكان شيخًا ثقة، نبيلًا خيرًا، زاهدًا ورعًا متقنًا، ما كان يحدث إِلَّا وأصله بيده يُعارض، حدث بالكثير، وكان بصيرًا بمذهب الشّافعيّ، تفقه عَلىَ الأستاذ أبي الوليد القرشي، وحدث عنه أبو بكر البَيْهقي كثيرًا.
وقال في "التاريخ": مسند نيسابور، وشيخ التزكية، كان ثقة نبيلًا زاهدًا صالحًا، ورعًا متقنًا، ما كان يحدث إِلَّا وأصله بيده يقابل به، وعقد الإملاء