إنه الإمام في الحديث، وفي الدعوة إلى طاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فهو أبو عبد الله، أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، المروزي، ثم البغدادي.
طاف البلاد في طلب العلم، ودخل الكوفة، والبصرة، ومكة، والمدينة، واليمن، والشام، والجزيرة.
- تلقى العلم على يدي كبار علماء هذه الأمة، في علم الحديث النبوي الشريف، فهم على سبيل المثال المختصر:
إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، والأسود بن عامر شاذان، والحسن بن موسى الأشيب، وسفيان بن عيينة، وسليمان بن داود الطيالسي، وعبد الله بن إدريس، وعبد الله بن نمير، وعبد الرحمن بن مهدي، وعفان بن مسلم، ومحمد بن إدريس الشافعي، ووكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون، ومئات غيرهم، أورد الذهبي عامتهم في «سير أعلام النبلاء» ، والمزي في «تهذيب الكمال» .
- كما تلقى العلم عنه، رحمه الله، جمع من كبار أئمة الحديث من الطبقة التي عاصرت، والتي تلت الإمام أحمد، رضي الله عنه.
ويقف في مقدمة من تعلم بين يديه: البخاري محمد بن إسماعيل، ومسلم بن الحجاج - صاحبا الصحيحين - وأبو داود - صاحب «السنن» ، وأبو بكر أحمد بن محمد المروذي، وأبو بكر أحمد بن محمد بن هانىء الأثرم، وإسحاق بن منصور الكوسج، والحسين بن حريث المروزي، وابن عمه حنبل بن إسحاق، وابناه عبد الله، وصالح، وعباس العنبري، وعباس الدوري، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، وأبو زرعة الرازي، وغيرهم.
عقيدة الإمام أحمد، رحمه الله:
من الفتن التي ترسبت في أعماق الكثير، من الذين يدعون طلب العلم، بل الذين يخلعون على أنفسهم ألقاب العلم والعلماء، حتى صارت هذه الفتن دينا يدعون الناس للدخول فيه، منها هذه المذاهب، والفرق الضالة، وجماعات السفهاء، وحدثاء الأسنان، وأمراء السوء.
حتى اعتقد الخطباء، والذين يتصدرون قوافل الدعوة، أن المذاهب من أركان الإسلام، وأنه من لا مذهب له، لا دين له، وأن الفرقة والخلاف، هما روح الدين وذروة سنامه، بل صار الخلاف رحمة. نسأل الله أن يرحمنا برحمته، لا بخلافهم.
ولكي تنطلي الفتنة على الناس، فقد ألبسوها ثيابا، قطعت اليد التي سرقتها. تماما كما