للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء مسندًا إلى عمر رضي الله عنه، أنه قال: أقلوا الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا شريككم (١).

وجاء عن عثمان بن عفان رضي الله عنه مسندًا، أنه أرسل السائب بن يزيد إلى أبي هريرة رضي الله عنه، فقال: قل له: يقول لك أمير المؤمنين: ما هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ لقد أكثرت لتنتهين، أو لألحقنك بجبال دوس (٢).

وقد دافع أبو هريرة رضي الله عنه عن نفسه لما خشي على نفسه التهمة، فأجاب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حينما قالت له: ما أكثر ما تحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ انك لتحدث بأشياء ما سمعناها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بقوله: كان يشغلك عنها المرآة والمكحلة، ولم يشغلني عنها شيء (٣).

وكذا استعمل الصحابة طريقة نقد الحديث، بعرضه على كتاب الله تعالى ونصوص آياته المحكمة، فقد كانوا يردون بعض الروايات، إن خالفت نصًا من القرآن الكريم.

فمن ذلك، ما فعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رد رواية


(١) انظر: المحدث الفاصل، ص ٥٥٣، باب من كره كثرة الرواية.
(٢) انظر: المحدث الفاصل، ص ٥٥٤، وليس فيه طعن في أبي هريرة رضي الله عنه، لأنه ينهاه عن الإكثار من الرواية عندما لا تكون هناك حاجة إلى الإكثار منها وأبو هريرة رضي الله عنه نفسه لم ير في هذا مطعنًا، ولم يترك كل هذا أثرًا في نفسه، فنراه مستعدًا للمدافعة عن عثمان رضي الله عنه يوم الدار، لو سمح للناس بها.
انظر: البداية والنهاية ٧/ ١٨١؛ وطبقات ابن سعد ٣/ ٧٠.
(٣) انظر: المحدث الفاصل، ص ٥٥٥؛ وطبقات ابن سعد ٢/ ٣٦٤؛ والبداية ٨/ ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>