للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن الرجل ليطلب العلم لغير الله تعالى فيأبى عليه العلم حتى يكون لله تعالى (١). وليكن حريصًا على نشره مبتغيًا جزيل أجره (٢). وكان عروة وغيره من السلف يجمعون الناس على حديثهم (٣).

فصل: وإذا أراد التحديث فليقتد بالإِمام أبي عبد الله مالك رحمه الله تعالى، كان إذا أراد أن يحدث، توضأ وجلس على صدر فراشه وسرح لحيته وتمكن في جلوسه بوقار وهيبة وحدث، فقيل له، فقال: أحب أن أعظم (٤) حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان يكره أن يحدث في الطريق أو وهو قائم أو مستعجل (٥)، وروى


(١) انظر: قول معمر من طريق عبد الرزاق مسندًا في الجامع ١/ ٣٣٩؛ ومقدمة ابن الصلاح، ص ٢١٦؛ والتدريب ٢/ ١٣٠.
(٢) قال ابن دقيق العيد: ولا خفاء بما في تبليغ العلم من الأجور، لا سيما وبرواية الحديث يدخل الراوي في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها انتهى. الاقتراح، ص ٢٦٤.
انظر: فتح المغيث ٢/ ٢٧٥.
(٣) رواه الخطيب مسندًا من طريق الزهري قال: كان عروة يتألف الناس على حديثه.
انظر: الجامع ١/ ٣٤٠؛ مقدمة ابن الصلاح، ص ٢١٧؛ فتح المغيث ٢/ ٢٧٥؛ التدريب ٢/ ١٣٠.
(٤) انظر: المحدث الفاصل، ص ٥٨٥؛ من طريق منصور أبي سلمة الخزاعي. وأدب الإِملاء، ص ٢٧؛ من طريق يحيى بن بكير عن مالك بن أنس رحمه الله.
(٥) انظر: هذه الحكاية من طريق ابن القاسم أو غيره وعبد الرحمن بن مهدي. في الجامع ١/ ٤٠٨؛ وفي مقدمة ابن الصلاح، ص ٢١٧؛ مسندًا من طريق إسماعيل بن أبي أويس كلهم عن الإِمام مالك رحمه الله.
وبه صرح الخطيب حيث قال: يكره التحديث في حالتي المشي والقيام حتى يجلس الراوي والسامع معًا، ويستوطنا، فيكون ذلك أحضر للقلب وأجمع للفهم. انتهى.
انظر: الجامع ١/ ٤٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>