للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه إنه كان يغتسل لذلك ويتبخر ويتطيب، وإذا رفع أحد صوته في مجلسه زبره (أ) (١). وقال: قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} (٢). فمن رفع صوته عند حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكأنما رفعه فوق صوته صلى (٣) الله عليه وسلم.

فصل: ويستحب له ما ورد (ب) عن حبيب (٤) بن أبي ثابت التابعي رحمه الله تعالى، قال: من السنة إذا حدث الرجل القوم أن يقبل عليهم جميعًا (٥) وينبغي أن لا يسرد الحديث سردًا لا يدرك السامع بعضه (٦).


(أ) على هامش (ت): الزبر: المنع والنهي. القاموس.
(ب) في (ص) و (هـ): روى.
(١) زبره: من الزبر بالفتح: الزجر والمنع، يقال: زبره، إذا انتهره. الصحاح ٢/ ٦٦٧.
(٢) سورة الحجرات: الآية ٢.
(٣) انظر هذه الحكاية مسندة عن الإِمام مالك رحمه الله من طريق معن بن عيسى القزاز قال: كان مالك بن أنس إذا أراد أن يجلس للحديث اغتسل وتبخر .. إلخ. في الجامع ١/ ٤٠٦؛ وأدب الإِملاء، ص ٢٧.
قال السخاوي: إنَّ هذه الأمور المحكية عن الإِمام مالك لا ينبغي اتباعه فيها إلا لمن صحت نيته في خلوص هذه الأفعال، تعظيمًا للحديث لا لنفسه لأن للشيطان وسائس في مثل هذه الحركات، فإذا عرفت أن نيتك فيها كنية مالك فافعلها ولا يطلع على نيتك غير الله انتهى. فتح المغيث ٢/ ٢٧٨.
(٤) هو التابعي حبيب بن أبي ثابت فقيه الكوفة ومفتيها، قال أبو يحيى القتات: قدمت معه الطائف فكأنما قدم عليهم نبي. توفي سنة تسع عشرة ومائة. تذكرة الحفاظ ١/ ١١٦؛ شذرات الذهب ١/ ١٥٦.
(٥) انظر: قول حبيب بن أبي ثابت مسندًا في الجامع ١/ ٤١١؛ مقمة ابن الصلاح، ص ٢١٨.
(٦) أي لحديث عائشة المتفق عليه قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يسرد الحديث سردكم. أخرجه البخاري في باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم =

<<  <  ج: ص:  >  >>